انه بحر صغير، به الكثير من الملح ومعزول للغاية. بدأ في التشكل منذ حوالي مائة مليون سنة وذلك مع ارتفاع جبال الألب ويعتبر مضيق جبل طارق الباب المهم الذي ترك مفتوحا وهو المخرج الوحيد للمحيط الأطلسي، وبالكاد يتم تجديد مياهه المألوفة والدافئة والاحتفالية.
يجذب البحر الأبيض المتوسط بفضل تراثه الثقافي، الذي يحكي قصة جميع الحضارات العظيمة، أو أغلبها، أكثر من 200 مليون سائح كل عام.
ولكن ازدهاره يعني أيضا إدانته، فالسياحة الجماعية وغير المنظمة هي من بين الأسباب الرئيسية للتوتر الذي يؤذي متوسطنا.
انّ قرابة ثلث حركة الملاحة البحرية في العالم تبحر عبر مياهه. ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن حوالي 2000 سفينة تزن كل منها أكثر من 100 طن متري موجودة في مياه البحر الأبيض المتوسط في مرحلة ما.
يعاني الحوض المتوسطي من بعض الأمراض التي نذكر منها: الصيد الغير قانوني، والإنتاج غير المحدود لتربية الاسماك وتأثير منصات استخراج النفط . . . علاوة على ذلك ، يعمل حوالي 200 مصنعا للكيماويات والبتروكيماويات والطاقة بلا كلل من الساحل إلى الساحل.
كل هذا الضغط البشري له عواقب وخيمة. أبلغت الجماعات البيئية عن وفايات جماعية للسلاحف وفقمات الراهب. كما يتوقعون انقراض أسماك التونة الأطلسية، التي تهاجر إلى البحر الأبيض المتوسط للتبويض، والمروج المائية في Posidonia oceánica ، وهي أعشاب بحرية تدعم الكثير من التنوع البيولوجي لهذا البحر.
مع وجود 1٪ فقط من مياه المحيطات على كوكب الأرض، يعد البحر الأبيض المتوسط موطنا لـ 8٪ من التنوع البيولوجي في العالم، وهو معرض حاليا للتهديد.